تتواصل خروقات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل الهجمات والحصار اللذين يفرضهما الكيان الصهيوني، ما يؤكد أن الهدنة لا تُطبَّق فعلياً على الأرض، ويواجه سكان القطاع خطر التهجير القسري شرقاً مع تصاعد القصف وإطلاق النار.

ويواصل الكيان الصهيوني تنفيذ هجمات جديدة على قطاع غزة رغم سريان وقف إطلاق النار، فقد شنّت الطائرات الحربية صباح اليوم غارات على المناطق الشرقية من دير البلح، في حين حلّقت المروحيات على علو منخفض على امتداد "الخط الأصفر" وأطلقت نيراناً كثيفة، ما أعاد إلى الأذهان مخاوف السكان من تهجير قسري جديد نحو الشرق.

وفي جنوب القطاع، استُهدفت المناطق الشرقية من خان يونس ورفح، حيث فجّرت قوات الاحتلال عدداً كبيراً من المباني شرق خان يونس.

وأفادت مصادر محلية بسقوط شهداء في الهجمات التي نُفذت داخل "الخط الأصفر"، إلا أن كثافة إطلاق النار حالت دون وصول طواقم الإسعاف إلى الجرحى والشهداء.

كما أشير إلى استشهاد فلسطينيين اثنين أمس في حي الشجاعية، بعد استهدافهما بنيران الاحتلال، حيث نُقلت جثماناهما بصعوبة إلى مستشفى المعمداني.

في المقابل، تزداد الأوضاع الإنسانية في غزة سوءاً يوماً بعد يوم، ويؤكد السكان أنه لم تعد هناك أي مناطق آمنة، مشيرين إلى أن منطقة المواصي غرب خان يونس باتت مكتظة بالكامل.

وتعيش العائلات التي دُمّرت منازلها في خيام تحت القصف، وسط معاناة شديدة، فيما يصرّ الأهالي على عدم مغادرة أراضيهم، قائلين: "لا مكان آخر نذهب إليه".

من جهته، قال رئيس بلدية خان يونس علاء البطة إن هذه الهجمات تمثل خرقاً واضحاً لوقف إطلاق النار، مؤكداً أن الهدف الأساسي منها هو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.

ووفقاً لبيانات رسمية، فقد خرق الكيان الصهيوني الاتفاق مئات المرات منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول، ما أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.

وفي السياق ذاته، حذرت منظمات دولية من أن نحو 1.6 مليون شخص في قطاع غزة يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، في وقت لا تزال فيه المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع أقل بكثير من المستويات المنصوص عليها في الاتفاق.

ويؤدي استمرار الحصار والهجمات، إلى جانب شح المساعدات، إلى دفع غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة. (İLKHA)